مرض الحِدَاد

كان أمراً طارئ وغير متوقع وغير مرحب به أبداً، في وقت كانت الاحتفالات أكثر ملائمة له. ومع ذلك كنت أجلس هناك مصدومة وأنا أستمع لكلمات الطبيب في مكتبه.

حلمت لكثير من السنوات باحتضان طفلنا حديث الولادة، وفي الأوقات التي سنستيقظ فيها أنا وزوجي في منتصف الليل لنقضي لحظات رائعة في تهدئة الطفل ومحاولة تلبية احتياجاته.

لقد كنت متحمسةً جداً لأحمل بيدي اختبار حَملي، ثم أشارك الأخبار مع أفراد العائلة المقربين حيث كنا في انتظار أول مولود لنا بعد عدة سنوات من الزواج. بمجرد اكتشافنا لحدوث الحمل، حددنا موعد للمراجعة والفحص مع مكتب طبيب نساء وولادة في المدينة. وبينما كنا في انتظار موعد الزيارة، كنت أشعر بأن قلبي يكاد أن ينفجر من فرط شكر الله على هذه الهبة العظيمة في حياتنا. وكنت أتخيل كيف سيكون الاحتفال بعيد الميلاد الأول لطفلي، أو أنني أمسح دموعه بلطف بسبب ركبته المكشوطة. وتساءلت إذا ما سأكون أمًا حكيمة، وما هي اهتمامات هذا الطفل، وماذا يمكن أن تخبئ له الحياة في طياتها بينما هو أو هي سيبلغ مرحلة النضج.

جاءَ يوم المعاينة والفحص، وكان علينا الإجابة على بعض الأسئلة المتعلقة بخطتنا للولادة. ثم تم توجيهنا إلى غرفة صغيرة بها تقنية متخصصة في شاشة الموجات فوق صوتية، وكنت أمل أن أحظى بأول نظرة خاطفة على الطفلة أو الطفل الذي أحمله. لكنها تجاوزت الكلام الجانبي بينما كنت أراقب الشاشة، وكانت هادئة، فقلت في نفسي، ربما هذه شخصيتها؟ (لكنها منذ دقائق قليلة مضت كانت تبدو ثرثارة!).

بعدها بدقائق قيل لنا :"ربما توجد مشكلة ما أو ربما يوجد خطأ حسابي، يجب أن نتمكن من رؤية دقات القلب الآن، ولكن ربما لست في وقت متقدم كما اعتقدنا، لنعد فحص الموجات الفوق صوتية في ميعاد المعاينة القادم"

كان علينا الانتظار، وبعد ذلك بأيام، احتفلنا بعيد الشكر، وكانت قلوبنا ممتنة لحياة جديدة ومع ذلك خفف شعورنا بالامتنان من الأشياء المجهولة.

بالرغم من استمرار غثيان الصباح، كان عندنا أمل وبدأنا بالتخطيط للمستقبل. قاد والداي السيارة بالساعات لزيارتنا، وكانت أمي متحمسة، وتريد أن تذهب للتسوق من أجل حفيدها الجديد. على الرغم من علمها بأن الاحتمالات غير مؤكدة. وبينما قاموا بتوديعنا، تمنوا لنا ان نسمع اخبار مفرحة في الأيام القادمة.

في موعد المعاينة التالي، أكد لنا الطبيب ما كنا نخشاه وقال لنا: "لم ينمو طفلك أكثر".

لا يمكن أن يحدث هذا، يمكن أن يكون حصل لبسٌ في الأمر، استطاع الطبيب رؤية هذا التساؤل على وجهي، وقال لي بهدوء: "لقد مات طفلك".

متى سأستيقظ من هذا الكابوس؟ لماذا يعطي الله حياةً فقط ليأخذها؟
لقد واجهت خلال حياتي احتمال أنه قد لا يكون لدي أطفال، ولكنه لم يخطر ببالي يوما بأن أختبر الاجهاض، لم يكن الأمر حتى يلوح في افاقي. لقد كان وقع الخبر عليَّ قاسياً.

لا يمكن أن يحدث هذا، يمكن أن يكون حصل لبسٌ في الأمر، استطاع الطبيب رؤية هذا التساؤل على وجهي، وقال لي بهدوء: "لقد مات طفلك"

غادرنا مكتب الطبيب مشوشي الذهن. فقط مجموعة صغيرة من أصدقائنا كانوا يعلمون أنني كنت انتظر مولوداً، لذلك حينما أخبرتهم ما حدث، كانوا يقدمون لي كلمات مواساة وتشجيع من وقت لأخر. وجاءت صديقة لزيارتي في منزلي في نفس الليلة وقدمت لي التعازي وقِدر كبير به لحم مطبوخ، وقالت لي: "أعلم أنك لن ترغبي في الطبخ، ربما لم تعلمي ذلك، ولكننا واجهنا نفس الشيء، أشعر بأسف شديد لما أصابك"

خلال الأسابيع التالية أصبحت متآلفة مع الحزن واعتدت عليه. كنت أراه حيثما أذهب، ولم يوجد طريق يحيد ويبتعد عنه، وكنت أتذكر أيام الفرح، وبدا لي أنني لن أكون أبداً كما كنت.

بعد عام تقريبا، كنت مع صديقتي في رحلة أثناء عطلة نهاية الأسبوع، وفي وقت متأخر بدأنا بالتحدث عن الإجهاض، وبدأتْ في طرح الأسئلة، وبلطف ودون أن أشعر قادتني للحديث عن الفقدان والحديث عن ألآمي، واستمر حديثنا حتى الساعات الأولى من الصباح.
لقد وُهِبتُ هبةَ الصديقة الرائعة التي تكون على استعداد للتواجد من أجلي دائماً، وتستمع لي، وتشاركني ألآمي، لم أكن وحيدةً، ومع مرور الوقت بدأت ألمح بريق أمل في حياة طبيعية، حياتي الجديدة التي تنتظرني.

يمكن أن يساعدك التكلم مع شخص ما بخصوص ما تمر به، لقد ساعدني ذلك. إن خسارة طفلك هو ألم لا أتمنى أن يختبره أحد، لكن العديد منا يمر بهذه التجربة، فأنتِ لستِ لوحدك.

يمكنك ملء النموذج في الأسفل ليرد عليك مُرشد مُرافق من فريقنا في أقرب وقت.

مصدر الصورة George Ruiz

لا ينبغي أن تواجه مُشكلتك لوحدك، تحدث إلى مُرشد مُرافق بالموقع بكل سرية و مجاناً

مُرشدونا ليسوا بمعالجين أو استشاريين أو أخصائيين في الطب النفسي. إنهم أناس عاديين لديهم الرغبة في تشجيعكم بكل محبة واحترام

بعض المشاكل يكون من الصعب جدا التعامل معها. فإذا كنت تفكر في إيذاء نفسك أو الأخرين, يُرجى قرأة هذه المقالة!

يرجى ملء النموذج أدناه حتى نتمكن من التواصل معك. جميع الحقول مطلوبة

جنسك:
السن:

نطلب معلومات عن عمرك و جنسك كي يتابعك مُرشد مُرافق يناسبك شروط الإستخدام & سياسة الخصوصية.