خَدماتك لم تعد مطلوبة

يعتبر فقدان الوظيفة أمراً جللاً بحسب مقياس الإجهاد للباحثين في علم النفس توماس هولمز و ريتشارد راهي. ففقدان الوظيفة يأتي في المرتبة الثامنة من حيث التصنيف من بين أكثر الأمور التي يمكن أن تحدث لشخص وتسبب بالإجهاد (والأمور الأكثر إجهاداً من فقدان الوظيفة، تشمل الموت والطلاق والسجن). فإذا كنت تشعر بفيضان من المشاعر فإنه أمر طبيعي تماماَ.

لم يكن لدي أدنى فكرة عندما استدعتني مديرتي لمكتبها في ذلك اليوم ولم أفكر في الأمر كثيراً. ولكن بمجرد أن وصلت ولمحت ممثل الموارد البشرية جالساً في الزاوية، تولدت لديَّ فكرة جيدة عما سيجري، وتذكرت تساؤلي "هل هذا ما اعتقدته؟" وفعلاً كان كذلك، لقد فقدت وظيفتي في ذلك اليوم، ثم جرت الأمور بعد ذلك سريعاً.

عجز في الميزانية، نحن اّسفين، تسريح مبكر. لقد عملت مع المنظمة لمدة 15 عاماَ.

لقد أنتهي الأمر خلال نصف ساعة، أذكر أنني فقدت الإحساس في بداية الأمر، وصعقت من الصدمة. ثم ذهبت لاحقا في نزهة طويلة محاولة فهم ما كنت أشعر به، أعتقد أنني شعرت حينها بكل الأحاسيس، خوف وغضب وحزن وألم وارتباك وخجل. وأتذكر أنني كنت أقول بصوت عالٍ: لقد فقدت وظيفتي للتو. كان وقع الكلمات غريباً وأنا أنطق بها.

هذا الجزء الكبير من حياتي، ومن روتين حياتي اليومية قد انتهى، وتم التخلي عني، وعليَّ إما أن أنجو أو سَأفشَل. أحياناً يكونُ مِن الصعب معرفةُ الفرق

المناصب والمسؤوليات هي ذات أهمية، فهي التي تحدد ماهيتنا وأين نكون ملائمين، وعندما سُلبَت مِني هذه الأشياء شعرت بالشك والخوف وانعدام الأمان. لأكثر من عقد من الزمن كنت أشغل منصب رئيسة التحرير، ليس لدي أدنى فكرة عمَّا سأدعو نفسي به الآن. فهذا الجزء الكبير من حياتي، ومن روتين حياتي اليومية قد انتهي، وتم التخلي عني، وعليَّ إما أن أنجو أو سَأفشَل، أحياناً يكونُ مِن الصعب معرفةُ الفرق.

لديَّ العديد من الأسئلة التي لا أستطيع الإجابة عليها حالياً، فأنا لا أعلم إذا ما كان يجب عليَّ أنْ أبحث عن وظيفة أخرى في نفس المجال أم أنه حَان الوقت لكي أتخلي عن هذا المجال وأجرب شيءً آخراً مختلفاً كلياً. هل ما زلت أرغب في البحث عن وظيفة داخل مكتب؟ أم تُرانِي أريد العودةَ للدراسة؟ وهل توجد وظيفة أخرى مثل هذه، وإذا ما وجدت، كيف يمكنني العثور عليها؟

لقد أصبح المستقبل بالنسبة لي مخيفا ومرعباً، لقد قلت أكثر من مرة: "أتمنى لو أني أتخطى هذا الجزء غير المؤكد، وأصل حيث أكون في منصبي الجديد ويصبح الوضع مريحاً مجدداً". ألسنا جميعاً نريدُ ذلك؟ التغيير صعب للغاية وغالباً ما يكون مؤلماً، أنا أعلم يقيناً أن هذه ليست سوى نهاية فصلٍ، وليست نهاية قصتي. ولكن من الصعب تذكر هذا عندما أقوم جاهدة بالبحث عن عمل.

أحاول دائماً أن أفكر في هدفي، وما سأكون على استعداد للقيام به من أجل الوصول إليه. حيث أنه يوجد دائماً رجاء مختلط بكل هذه الشكوك الغير مرغوب بها، وفي بعض الأحيان يعصب رؤيته. وأنا أكتب لكم قصتي، لا أعلم ما ينتظرني في المستقبل.

عندي أسئلة كثيرة ولكن لا أجد لها كلها إجابات. طبعا التحدث عن ذلك يساعد.

إذا كنت ترغب بالتحدث عن تجربتك مع شخص ما، اترك لنا بياناتك في الأسفل وسيقوم أحد أفراد فريقنا بالاتصال بك في أقرب وقت.


لا ينبغي أن تواجه مُشكلتك لوحدك، تحدث إلى مُرشد مُرافق بالموقع بكل سرية و مجاناً

مُرشدونا ليسوا بمعالجين أو استشاريين أو أخصائيين في الطب النفسي. إنهم أناس عاديين لديهم الرغبة في تشجيعكم بكل محبة واحترام

بعض المشاكل يكون من الصعب جدا التعامل معها. فإذا كنت تفكر في إيذاء نفسك أو الأخرين, يُرجى قرأة هذه المقالة!

يرجى ملء النموذج أدناه حتى نتمكن من التواصل معك. جميع الحقول مطلوبة

جنسك:
السن:

نطلب معلومات عن عمرك و جنسك كي يتابعك مُرشد مُرافق يناسبك شروط الإستخدام & سياسة الخصوصية.