أجد راحتي في الأكل

لقد واجهت صعوبة بالغة في التغلب على صراعي العاطفي مع الأكل، لقد بدأ هذا الأمر منذ طفولتي. فمحاولتي لإرضاء الجميع من حولي كانت فوق طاقتي، وقد كنت أشعر بالحرج من وزني الزائد وأنني لست كأقراني الأخرين. ولا يمكنني مضاهاة من هم في عمري، مما تسبب لي بمزيد من الضغوط، علاوةً على الضغط النفسي الذي أعانيه ورغبتي أن أكون محبوبة من طرف الأخرين. لقد كنت أتمنى دائما أن أكون مثل الأخرين وتكون لي شخصية محبوبة ومحل احترام الناس، ولكنني في الواقع كنت مختلفة عمَّن هن في مثل سني.

في تلك الفترة أصبح الطعام هو صديقي الوحيد.

ففي الوقت الذي كانت تتكالب فيه عليَّ مصاعب الحياة، كنت أجد ملاذاً آمناً في الأكل سواءً كان طعمه حلواً، أو مراً، أو مالحاً، أو طرياً، أو حاراً، أو بارداً، فذلك لا يهمني. فقد كان ينتابني شعور بالراحة عند معرفة أن الطعام متوفر متى أريده.

ووصلت بي الأمور أنني كنت أكل دون كوني جائعة، وبالتأكيد بأن هذا الإدمان يصعب إخفاء آثاره عندما يكون الأمر متعلقاً بانخفاض الأيض، خصري أصبح ما يكشف أمري.

ووصل الأمر بي إلى ذروته عندما أدخلت إلى المستشفى وأنا في الصف السابع بسبب الصداع المستمر، وبعد اجراء سلسلة من الفحوصات الطبية، شخصني الطبيب بمرض ارتفاع ضغط الدم. وكان يتحتم عليَّ اتباع نظام غذائي صارم لخفض مستويات الصوديوم في الدم، ولقد تمكنت من النجاح في ذلك بالفعل. لكني في ذلك الوقت لم أكن أعلم مدى عمق جذور مشكلتي، فسرعان ما عادت المشكلة ولبثت وقتا طويلا، ولكنها هذه المرة كانت في الأطعمة الصحية نوعا ما أو بعض الأشياء البسيطة مثل العلكة أو تناول كيس من بذور دوار الشمس في جلسة واحدة.

عندما أصبحت بالغة أدركت بأنني أعاني من مشكلة حقيقية، في انجذابي الغير صحي للطعام، حتى وصل وزني خمسة وتسعون كيلوغراما، بدأت أثقف نفسي عما يجب أن أقوم به حيال هذه المشكلة. وبات علي أن أدرك حقيقة أنني مدمنةٌ على الطعام، وخاصة الأطعمة السكرية.

كان يجب عليَّ إدراك حقيقة أني مدمنة على الطعام ولزم عليَّ مواجهة هذه الحقيقة

لم يكن ادراكي لذلك الأمر سهلا بالنسبة لي، فقد كنت دائما الشخص الحلال للمشاكل، وأنا من يساعد الأخرين على تجاوز مشكلاتهم، و ها انا الآن عالقة في مُشكلتي سرا وليس باليد حيلة. وكلما زادت وتكررت المشاكل التي تتسبب بها عاداتي الغير صحية في الأكل، كنت أعرف أنه يجب عليَّ التغير في عاداتي ولم يكن ذلك سهلا بتاتا.

وخلال فترة وجيزة بدأت أتخذ قرارات أفضل، وبدأت فعلا بالسيطرة والتحكم في بعض عاداتي، ولكني سرعان ما عدت لسابق عهدي. في يوم من الأيام وخلال العامين الماضيين، أدركت السبب الحقيقي الذي شجعني لاتخاذ قرار باتخاذ بعض التغيرات الإيجابية، لأنني كنت فعلا أدور في حلقة مفرغة.

فكان لزاما عليَّ أن أطور من مهاراتي السابقة وأجد طرقا جديدة للتعامل مع التوتر والإجهاد الذي يصيبني، غير الطرق والعادات السابقة. فقد كانت جميع محاولاتي السابقة مجرد محاولات لمعالجة مشكلة الأكل، ولكنني عندما غيرت كيفية تعاملي مع التوتر، بدأت أرى تقدما حقيقيا.

لقد كانت كتابة ملاحظتي وتدوينها هي أحد الطرق الجديدة، فعندما أمر بيوم عصيب الآن، أحاول أن أدون مشاعري وأكتبها على الورق، فكان هذا الأمر كفيلا بأن يزيح الهموم التي تثقل صدري وتجعلني أشعر بالإرهاق والتوتر.

تعلمت الكثير من الأساليب الأخرى للتخلص من القلق والتوتر كالمشي أو القيام بتمرينات تساعد على الاسترخاء، وكان هذا يساعدني يوميا.

ومن أهم الدروس التي تعلمتها خلال تلك الفترة هو أنني غير مسؤولة عن تصرفات الأخرين مطلقا ولا عن انطباعاتهم عني، فأيقنت أنني مسؤولة عن نفسي فقط، لقد كان هذا الأمر يثقل كاهلي.

اعترف ان ما زالت لي لحظات صعبة... ولكنني أشعر يوما بعد يوم أنني اتحسن للأفضل. لم يعد النضال لأجل المحافظة على العادات الصحية، والأساليب الصحية للتخلص من التوتر أمراً صعبا بالنسبة لي كما كان سابقا. وإذا حصل اني سقطت مرة، أقوم، وأعيد نفسي للمسار الصحيح.و لكن الوقت بين السقطة و الأخرى لم يكن قصيرأ كالسابق. اني حقا احقق مكاسب كل يوم. وإذا حصل ذات مرة وبدأت أتراجع للخلف، كنت أعيد التفكير في الأمر قليلا، وأعيد نفسي للمسار الصحيح، وذلك لا يحدث كثيراً هذه الأيام، فأنا أتحسن كل يوم.

أعتقد بأنني كنت محظوظة جداً لأنني تمكنت من معالجة إدماني للطعام بدون نظام كان يمكن أن يتسبب لي بفقدان الشهية أو النُهام العصبي. أعلم أن الكثيرين لم يكونوا محظوظين جداً مثلي.

إذا كنت تواجه هذه المشكلة يوميا، يمكنك التواصل معنا، كل ما عليك هو ترك عنوان بريدك الإلكتروني في الأسفل وقصتك، وسنتواصل معك قريبا، ولا تنسى بأنه دائما يوجد بريق أمل.


لا ينبغي أن تواجه مُشكلتك لوحدك، تحدث إلى مُرشد مُرافق بالموقع بكل سرية و مجاناً

مُرشدونا ليسوا بمعالجين أو استشاريين أو أخصائيين في الطب النفسي. إنهم أناس عاديين لديهم الرغبة في تشجيعكم بكل محبة واحترام

بعض المشاكل يكون من الصعب جدا التعامل معها. فإذا كنت تفكر في إيذاء نفسك أو الأخرين, يُرجى قرأة هذه المقالة!

يرجى ملء النموذج أدناه حتى نتمكن من التواصل معك. جميع الحقول مطلوبة

جنسك:
السن:

نطلب معلومات عن عمرك و جنسك كي يتابعك مُرشد مُرافق يناسبك شروط الإستخدام & سياسة الخصوصية.