الجيب الفارغ

عائلتي تمتلك منزل جميل وسيارتين، ونستطيع تحمل تكاليف حياتنا إضافة إلى تكاليف الترفيه. لم أكن يوما فقيرا ولن أكون كذلك، ولم ينقصني يوم أي وجبة طعام.

في الشهور الأخيرة عانيت كثيرا من القلق والأرق في تلك الليالي حيال وضعنا المادي. وكان السبب الرئيسي في هذا القلق، أنني بدأت قبل فترة وجيزة العمل لدى مؤسسة غير ربحية وكان راتبي يعتمد على التبرعات التي يقدمها الناس. فلم يكن كافيا لأننا كنا نجمع التبرعات لمشروع خيري جديد، وكانت زوجتي ربة بيت، وكانت تعتني بأطفالنا الأربعة، وكان هذا الأمر بناء على رغبتنا واختيارنا، ولكن قلقي الشديد لم يختفي.

لأننا في غضون بضعة أشهر وبعدما استنفذنا كل ما اذخرنا بدأنا بالاعتماد على بطاقات الائتمان البنكي. فبدأت أشعر بخطورة الوضع فقمت بمحاولة لإحصاء كل الديون المتراكمة علينا (خارج قروض البيت) فشعرت بصدمة كبيرة عندما رأيت المبلغ، كمن سكب عليه دلو ماء بارد، فقد كان المبلغ يتجاوز 70.000 دولار.

وكانت الأمور لا تبشر بالخير فقد تجاوزت الخط المسموح به.

وبدأت محاولتي لحل جميع القضايا الأخرى العالقة، مثل كم هي مصروفاتنا لهذا الشهر؟ وهل يمكن أن تنخفض الشهر المقبل قليلا؟ وإذا حصلنا على دخل إضافي "بمعجزة" أي من القروض أو البطاقات يجب تسديدها أولا؟

أعتمد ماليا على نفسي وأكره الاعتماد على الأخرين ماليا، فأنا أعيل أسرتي دائما بكل فخر واعتزاز.
ومع ذلك لم أستطيع خلال هذا العام من توفير جميع الأمور التي كنت أوفرها سابقا لأسرتي مما سبب لي الضغط والتوتر المستمر، ولكني تعلمت التواضع في تلك الفترة.

شعرت بصدمة كبيرة من هذه الديون المتراكمة، فبدأت بإعداد ميزانية للدخل والإنفاق وفصلتها تفصيلا دقيقا، وبذلك قمت بإصلاح تجاوز الخط المسموح نوعا ما.

تلك الضغوط التي مررت بها انعكست سلبيا على أطفالي فبعد أن كنت شخصا مرحا وهادئا وأحب المزاح معهم أصبحت غير صبور وعصبي لدرجة أن أتفه الأشياء تثير غضبي، وتجعلني أصرخ عليهم وأحيانا دون وجه حق، وسمعت زوجتي مرة وهي تقول لهم: "ابتعدوا عن أبيكم اليوم فهو ليس في مزاج جيد".

كنت دائما مقتنعا بأنني أنا من أملك المال وليس هو من يملكني وأنني من يتحكم به وليس هو من يتحكم بي. وكنت أحاول تعليم هذا الدرس لأطفالي ولكن التوتر والقلق المالي الذي سيطر علي في تلك الفترة جعلني في مزاج سيء، وسيطرت على أفكاري وجلتني دائم التوتر. فقد سيطرت عليَّ قلة المال في تلك الفترة مما جعلني أعتقد أنني لم أكن قدوة جيدة لأطفالي في تلك المرحلة.

لم أخبر زوجتي بالحقيقة كاملة، أننا نمر بضائقة مالية كبيرة، فقد كنت أخشى أن تصبح مثلي ويصيبها الخوف والهلع وخشيت أن يؤثر عليها فأخفيت عنها الحقيقة.

مع الوقت أعتقد أنها عرفت السبب الذي أوصلني أن أكون سريع الغضب وعنيفا في تصرفاتي.

زوجتي بدأت تتساءل، لماذا أستمر في العمل مع هذه المؤسسة مع أنه بإمكاني أن أعمل عملا أخر يدر عليَّ الكثير من الأموال وبدخل ثابت. لكنها كانت مؤمنة بوظيفتي الحالية بالرغم مما كنا نمر به، لذلك كان يتحتم علي محاولة إخفاء قلقي وتوتري لأنه إن ظهر فسيثبت صحة وجهة نظرها، والنتيجة مزيدا من القلق والتوتر.

في البداية كنت أتصرف أو أحاول على الأقل أن أتصرف بشكل طبيعي، ولكنني سرعان ما أشتاط غضبا لأتفه الأسباب وأبدأ بالصراخ على أبنائي الصغار، لم يكن من السهل أن أتصرف بأن كل شيء على ما يرام.

في تلك الفترة بدأت أمور الشركة غير الربحية تتحسن وتسير على ما يرام، وتلقائيا بدأ الوضع المادي والدخل يتحسن، لقد كان هناك ضوء خافت في نهاية النفق، وكان بمثابة بريق من الأمل الذي يلوح لنا.

ومع ذلك فقد بقيت لدينا الكثير من الفواتير التي يجب سدادها وكنت أقلق أحيانا بشأنها وهل بإمكاننا تغطية نفقاتها كل شهر.

تلك السنة كانت من أصعب السنوات التي مررت بها في حياتي، ولكنها صقلت شخصيتي وجعلتني أكثر وعيا، وبدأت بإتباع سياسات الإنفاق المعقولة. تعلمت كيف أعالج التوتر بالطرق الصحيحة، ولأن الأخرين كانوا كرماء معي في تلك الفترة فقد أصبحت شخصا كريما وسخيا.

إذا كنت تشعر بالقلق والتوتر، فتحدث إلينا. الضغط المالي يمكن أن يبدو كالظل يتبعك في كل مكان تذهب إليه.

أترك معلومات الاتصال الخاصة بك في الأسفل، وسيقوم أحد أعضاء فريقنا بالاتصال بك والاستماع إلى قصتك.


لا ينبغي أن تواجه مُشكلتك لوحدك، تحدث إلى مُرشد مُرافق بالموقع بكل سرية و مجاناً

مُرشدونا ليسوا بمعالجين أو استشاريين أو أخصائيين في الطب النفسي. إنهم أناس عاديين لديهم الرغبة في تشجيعكم بكل محبة واحترام

بعض المشاكل يكون من الصعب جدا التعامل معها. فإذا كنت تفكر في إيذاء نفسك أو الأخرين, يُرجى قرأة هذه المقالة!

يرجى ملء النموذج أدناه حتى نتمكن من التواصل معك. جميع الحقول مطلوبة

جنسك:
السن:

نطلب معلومات عن عمرك و جنسك كي يتابعك مُرشد مُرافق يناسبك شروط الإستخدام & سياسة الخصوصية.