الأب الذي أريد أن أكونه
في الآونة الأخيرة، كنت انظر إلى إبني الذي بلغ عامه الثالث عشر وأسأل نفسي هل أستطيع حقا أن أكون أبا صالحا له. وهل أنا الشخص الذي يحتاجه في هذه الفترة، كنت أخشى كثيرا أن تأتي أوقات لا أستطيع فيها التواصل معه وتقديم الدعم المناسب له.
بصفتي أب لأربعة أبناء، أريد مساعدتهم لينجحوا في حياتهم وتقديم الدعم الأبوي لهم، ولكنني أشعر بعدم الثقة وأحيانا أعتقد أنني لا أستطيع القيام بذلك.
خلال حياتي لم يكن لي علاقة صداقة بأبي ولا أي حوارات بيننا، لذلك أعتقد أنني لا أجيد الحديث مع الأشخاص حول مشاعرهم، وأشعر بأنني أمام مسؤولية كبيرة لفهم الاحتياجات العاطفية لأبنائي وتقديم المساعدة التي يحتاجونها.
وأكثر ما يشعرني بالذنب ويدينني هو سلبيتي في التعامل مع الأمور والسماح لمشاغل الحياة المتسارعة أن تأخذني من أبنائي وتشغلني عنهم وعدم قضائي وقتا كافيا معهم.
فبعد يوم طويل من العمل، ألجأ غالبا إلى الجلوس أمام جهاز الكمبيوتر وإضاعة الكثير من الوقت في أمور غير مهمة. وذلك يكون دائما على حساب أبنائي فأنا لا أنتبه لهم دائما ولا أقيم روابط تواصل وأحيانا تمر الأيام دون أن أتوجه إليهم بالحديث، وعندما أتحدث إليهم لا يتجاوز حديثنا الرياضة وألعاب الفيديو وأمورا غير مهمة، لا يمكنني تسمية ذلك الحديث تواصل مع الأبناء.
أخشى أن يكون شعوري بالأمان وأن الأمور تسير على ما يرام زائفا، فأنا من داخلي أشعر بالقلق عليهم والخوف، وأخشى يوما أن تصلني الأخبار السيئة عنهم، بأن أحدهم قد فشل، أو أنه تأذى بشكل كبير. لأنه إن حصل ذلك سألقي اللوم على نفسي لأنني كنت مهملا بحقهم، وقد كنت أستطيع منع حصول ذلك.
أيام كاملة تمر دون تواصل صادق مع أبنائي، أنا أسمح لمشاغل الحياة ووتيرتها المتسارعة أن تأخذني من أبنائي وعدم السماح لي بقضاء وقت كاف معهم
ومما يثير سخريتي حقا أنني أهتم بسيارتي وأجري لها الفحوصات الدورية لأنني أعلم بأنني لو أهملتها ستكلفني الكثير لاحقا. والله يعلم أنني أحب أبنائي أكثر بكثير جدا من سيارتي السخيفة. إذا لماذا لا أشعر بالانسجام مع أبنائي؟ لماذا لا أقضي معهم وقتا أطول لتنشئتهم؟ يجب أن يكون بيننا تواصل دائم ويجب أن يشعر أبنائي بالأمان حتى يستطيعوا التحدث إلي عن مشاعرهم.
أحيانا كثيرة أظن أن غضبي هو السبب في ذلك، فعندما أشعر بالغضب أتحدث إليهم بقسوة، ومع أنني أعتذر لهم أحيانا عندما يحتاج الأمر، ولكنني أخشى أن هذا الأمر ينزع الثقة التي يضعونها فيَّ ويجعلهم يشعرون بعدم الارتياح والأمان لفتح قلوبهم وإخباري بما يجري معهم لاحقا.
أشعر بمشاعر متناقضة، فأنا حقا أرغب في التقرب من أبنائي أكثر لأتعرف عليهم وعلى اهتماماتهم وأريد أن أساعدهم على مواجهة الحياة بنجاح ولكني سرعان ما أنقلب رأسا على عقب وأعتقد بأنه لا يمكنني المتابعة على نفس الوتيرة حتى النهاية.
ليس من السهل أن تكون أبا جيدا. هل تشعر بأن المسافة بينك وبين أبنائك بعيدة؟ أترك اسمك ومعلومات الاتصال في الأسفل وسيقوم شخص من فريقنا بالتواصل معك ليسمع لقصتك.
لا ينبغي أن تواجه مُشكلتك لوحدك، تحدث إلى مُرشد مُرافق بالموقع بكل سرية و مجاناً
مُرشدونا ليسوا بمعالجين أو استشاريين أو أخصائيين في الطب النفسي. إنهم أناس عاديين لديهم الرغبة في تشجيعكم بكل محبة واحترام
بعض المشاكل يكون من الصعب جدا التعامل معها. فإذا كنت تفكر في إيذاء نفسك أو الأخرين, يُرجى قرأة هذه المقالة!
يرجى ملء النموذج أدناه حتى نتمكن من التواصل معك. جميع الحقول مطلوبة