عندما يكون كل شيء يؤلم

إدراكه قبل أن أنام كل ليلة وأول شيء أستيقظ عليه كل صباح هو الألم، إنه ألم عصبي حارق يشبه الوخز والخدر.

لقد كان هذا الألم المزمن رفيقي الدائم خلال العشرين سنة الماضية. على الرغم من أن الألم يختلف في شدته أحيانا، إلا أنه لم يختفي أبدًا. وأصبت بما يسمى تفاقم الألم، والذي يسبب أيضاً ضعفاً حاداً في الشق الأيمن من جسدي ويسبب الإرهاق الشديد، حينها يصبح الأمر مؤلمًا.

حدث ذلك أول مرة لي بعد ولادة طفلي الثالث. في البداية، لقد اعتقد الأطباء أنها قد تكون سكتة دماغية. ثم استبعدوا احتمالية أن يكون قد حدث تصلب واستبعدوا ايضاً الأمراض العصبية الأخرى. وحتى يومنا هذا، يَطلقُ عليها طبيب الأسرة اسم "المتلازمة العصبية إكس"

في السنوات الأولى، واجهت صعوبة كبيرة فقد كنت مُحبطة ومُكتَئبة. فأبسط المهام اليومية تحولت بالنسبة لي إلى تحديات مستحيلة. فمثلاً ربط حذائي والاستحمام وارتداء الملابس واعداد الطعام وحتى المشي إلى الحديقة، كل هذا كان بمثابة مهام صعبة بالنسبة لي، لم أستطع وقتها القيام بأي شيء.

لقد أصبحت أستمتع بإنجاز أي مهمة ولو بسيطة لإرضاء الناس الذين أحب. لأنني شعرت وكأنني أُخيب ظن الناس من حولي باستمرار. وفي كل مرة كنت أخبر من أحبهم حولي بأنه: “لا يمكنني فعل ذلك اليوم. أنا آسفة جدا"، كنت في كثير من الأحيان أجد نفسي أبكي بمفردي في غرفتي.

أردت أن أكون بصحة جيدة بما يكفي للقيام بما أريد فعله يوميا. لكن في كل مرة كنت أحاول فيها إجبار جسدي بذل المزيد من الجهد، كانت أعراض الألم تزداد سوءًا. وكنت يائسة للهروب من هذا الوضع، توسلت الله أكثر وأكثر أن يشفيني، لكن ذلك لم يحدث.

حاول العديد من الناس حولي تقديم المساعدة وذلك من خلال اعطائي بعض النصائح الغير مرغوب فيها. فالبعض قال لي إنني مريضة لأنني لم أتناول المكملات الغذائية، والبعض قال إنني لم أجرب العلاجات غير التقليدية التي كانوا هم يبيعونها.
وأخبرني آخرون أن كل ذلك كان وهماً في رأسي وأنه كان علي فقط أن أؤمن أنني قوية وبصحة جيدة وكل شيء سيكون على ما يرام.

ومع ذلك، كان الآخرون متأكدين تمامًا من أنَّنِي كنت مريضةً بسبب ضعف الإيمان أو بعض الخطايا أو السيئات السرية المروعة التي يمكن أنني قد أكون ارتكبتها. أعلم أنهم جميعًا كانت نواياهم حسنة، لكن أسلوبهم وكلماتهم آلمتني بشدة. لقد شعرتُ بالوحدة وشعرت انهم يحكمون عليَ ويسيئون فهمي.

في كل مرة حاولت فيها اجبار جسدي لبذل المزيد من الجهد، كانت أعراض الألم تزداد سوءا

وعلى مدار سبع سنوات، مررت بانتكاسات عديدة دون راحة. وفي يوم ما، تم تشخيص ابنتي الكبرى بمرض الاضطرابات الهضمية.

وكان عليها اتباع نظام غذائي خال من الغلوتين وقد قررت أن أقوم بذلك معها حتى لا تشعر بالوحدة. وفي غضون ثلاثة أيام من بدأ النظام الغذائي الجديد، لاحظت أن الألم بدأ يخفّ شيئاً فشيئاً وأن جانبي الأيمن بدأ وكأنه يستعيد قوته. ومع ذلك لم يختف الألم.

في الثلاثة عشر عاماً التي تلت ذلك الاكتشاف الحاسم، زاد مستوى نشاطي بشكل كبير. مررت خلالها فقط ببعض الانتكاسات، كلها تقريبًا بسبب الغلوتين. ما زلت أعاني من ألم يومي ولكن على مستوى يمكن التحكم فيه. حتى أنني تمكنت من العودة إلى العمل بدوام جزئي ككاتبة ومترجمة والبدء في ممارسة التمارين الرياضية بانتظام مرة أخرى.

ولكن في الأشهر الستة الماضية، عانيت من انتكاسات الواحدة تلو الأخرى. وشعرت أن الأمر يسوء كل يوم ببطء. بدأت الأعراض تظهر على الجانب الأيسر من جسدي إضافةً إلى الأيمن. عضلات عيني اليمنى أصبحت ضعيفة مما تسبب بالأذى لبصري. ولم يعد يمكنني العمل على الكمبيوتر سوى على فترات قصيرة جدًا. وأصبحت القراءة عمل مرهق بالنسبة لي، على عكس الفرحة التي كانت ترافقني عندما كنت أقرأ في السابق. لقد عاد الإرهاق المستمر والألم والضَعف.

أشعر بالعجز الشديد ضد هذا العدو القاسي والغامض. لقد اعتقدت أنه يمكنني التحكم في مرضي عن طريق تجنب الغلوتين، لكنني أعرف الآن أن هناك أشياء أخرى يمكن أن تؤدي إلى الانتكاسات. تُرى هل سأكون قادرة على معرفة ماهي هذه الأثار المسببة في الانتكاسات وإيجاد طريقة لإيقافها؟ هل سأكون قادرة على التحسن؟ انّي أخاف كثيراً من فكرة الانتكاس مراراً وتكراراً وأنّ جسدي لا يستجيب كما يجب. لقد اعتقدت أن كل هذه المخاوف كانت ورائي، ومع ذلك ها أنا هنا، عدت إلى حيث كنت قبل 20 عامًا. أعلم أن الحل هو العيش بشكل كامل في الوقت الحاضر، مع التركيز على ما يمكنني القيام به بدلاً من التركيز على ما لا أستطيع فعله، ولكن من الصعب تجنب التفكير في المستقبل.

أنا أعلم جيداً كيف يكون الشعور بالألم والضعف اليومي، وما يعنيه أن تفقد الأمل في أن تتحسن. إذا كنت تمر بألم أو مرض مزمن، فاعلم أنك لست وحدك.

لا تتردد في الكتابة والتحدث معنا. في بعض الأحيان، عندما نتألم ونشعر بالوحدة، فإن أكثر ما نحتاج إليه هو شخص يستمع لنا وببساطة يفهمنا. لقد ساعدني ذلك كثيراً وأعلم أنه يمكن أن يساعدك أيضًا.


لا ينبغي أن تواجه مُشكلتك لوحدك، تحدث إلى مُرشد مُرافق بالموقع بكل سرية و مجاناً

مُرشدونا ليسوا بمعالجين أو استشاريين أو أخصائيين في الطب النفسي. إنهم أناس عاديين لديهم الرغبة في تشجيعكم بكل محبة واحترام

بعض المشاكل يكون من الصعب جدا التعامل معها. فإذا كنت تفكر في إيذاء نفسك أو الأخرين, يُرجى قرأة هذه المقالة!

يرجى ملء النموذج أدناه حتى نتمكن من التواصل معك. جميع الحقول مطلوبة

جنسك:
السن:

نطلب معلومات عن عمرك و جنسك كي يتابعك مُرشد مُرافق يناسبك شروط الإستخدام & سياسة الخصوصية.