الكثير من الأمور الجيدة
يصفني الناس بأنني كثيرة الاهتمامات والمشاغل، ويحدث ذلك بسبب حبي لتجربة أشياء جديدة، فكنت دائما أحب القيام بالأعمال الجديدة، كنت أتمنى دائما أن يتباطأ الوقت لمعظم حياتي، قبل فترة بلغ انشغالي درجاته القصوى.
كنت أعمل بوظيفة دوام كامل، مع عمل أخر بدوام جزئي، تطوعت في برنامج التعافي وكنت أحاول دائما التعامل مع علاقاتي الخاصة والبقاء على تواصل مع عائلتي في نهاية عطلة الأسبوع. كانت هذه من الأشياء التي أحبها لكنني كنت أشعر بالضغط من انشغالي الدائم، وبدأ الأرق يدخل حياتي.
كان علي الاستمرار في العمل، فما هو البديل؟ الجميع يحتاجني وكان علي التوفيق بين العمل وبين العائلة والأصدقاء. فواصلت على نفس الوتيرة. في بداية الأمر ساعدني الدواء على النوم لبعض الوقت، وساعدتني المكملات الغذائية على التركيز في عملي طوال النهار. عند الذهاب الى الفراش كل ليلة كنت أخشى ألا أستطيع النوم، مما زاد الضغط على دماغي الممتلئ أساساً بالتفكير.
كنت معتادة على الانشغال، فأبقيت جدول أعمالي دائما مزحما، وكنت أعتقد بأن الأمور تسير على ما يرام، كنت أشعر أحيانا ببعض التعب. كان زملائي يلاحظون أنني كنت أحاول دائما إبقاء الأمور في توازن، وكنت أعتذر كثيرا عن نسياني للأشياء. لم يكن أحد يعرف حقا مقدار سوء الإجهاد الذي كنت أعانيه. فلو نظرت للماضي قليلا لوجدت أن اللقاءات مع العائلة أو الأصدقاء كلها كانت مشوشة وغير واضحة. استمر هذا الحال في حياتي عدة أشهر كأنه ضباب، فتداخلت الأيام وتداخل العمل ولم يكن للراحة وقت سوى جزء قليل أخر اليوم.
ليس غريبا أن الإرهاق نال مني، في أحد أيام الأسبوع وبعد عدة أيام متتالية من النوم لساعتين او ثلاثة فقط، استيقظت ذلك اليوم ولم أجد ما يمكنني فعله سوى البكاء. لقد كنت متعبة جدا، وكانت أسوأ فكرة تمر بي هي مواجهة يوم أخر، حاولت النوم ولكن عقلي منعني من ذلك.
لم أستطيع التوقف، كان عليَّ العمل، الناس يحتاجوني
ذهبت لزيارة صديقتي وكانت طبيبة نفسية. فقامت بإجراء بعض الاختبارات وأخبرتني أنني أعاني من الاكتئاب، وأنني أقترب جدا مما يسمى الاكتئاب الشديد.
وفورا أخذت إجازة من العمل وتركت وظيفتي الثانية، وتحدثت لمديري ليأخذ بعض المسؤوليات عن عاتقي، وبدأت بتناول دواء الاكتئاب الذي وصفته لي الطبيبة.
بحثت كثيرا في الأسباب التي جعلتني لأصبح على ما أنا عليه. كنت بحاجة للمساعدة، وكان علي أن أصل لحقيقة، أنني شخص واحد ويجب عليَّ من الآن فصاعدا الاعتناء بنفسي، وذلك بعد أن كنت أعتبر هذا الأمر وهذه الفكرة أنانية. لكني اكتشفت أنها هي الصواب وعليَّ فعلها، وأنني لم أخلق لأعيش بتلك الطريقة الجنونية التي كنت أعيشها.
لا أنكر أبدا أن أهمية العمل الذي أقوم به وأن الناس تحتاجه يشعرني بالتقدير. لكنه كان علي أن أعلم بأنني شخص مهم لذاتي وليس بسبب ما أقوم به، وأنه علي الاهتمام بنفسي.
سمعت ذات مرة مقولة تقول: "نحن بشر ولسنا آليين" ليس من السهل فجأة إبعاد الضوضاء والانشغالات، ولكنني بعد هذه التجربة أدركت أهمية الأمر الذي قمت به.
إن كنت تشعر بأنه يجب عليك الاستمرار في جدول أعمالك المزدحم وملاحقة عجلة الزمن فأنت لست وحدك. أترك بيانات الاتصال الخاصة بك، وأملأ النموذج في الأسفل وسوف نقوم بالاتصال بك.
لا ينبغي أن تواجه مُشكلتك لوحدك، تحدث إلى مُرشد مُرافق بالموقع بكل سرية و مجاناً
مُرشدونا ليسوا بمعالجين أو استشاريين أو أخصائيين في الطب النفسي. إنهم أناس عاديين لديهم الرغبة في تشجيعكم بكل محبة واحترام
بعض المشاكل يكون من الصعب جدا التعامل معها. فإذا كنت تفكر في إيذاء نفسك أو الأخرين, يُرجى قرأة هذه المقالة!
يرجى ملء النموذج أدناه حتى نتمكن من التواصل معك. جميع الحقول مطلوبة